ابتسام لطفي للنساء فقط!!
استنكر بعض المتحمسين من بني (ريبرار) منع النساء من حضور الحفل الموسيقي، الذي أحياه (محمد عبده) ـ فنان العرب السعوديين جميعًا من أيام (النابغة الذبياني) ـ ليلة الخميس الفارطة، وعدُّوا ذلك كيَّةً لم تنجح، بل مداهنة رمادية باهتة من قبل المنظمين، لفلول (بني صحيون)، الذين ما زالوا يحرمون الموسيقى والفرح تحريمًا لا هوادة فيه، ويجرِّمون من يفتح لذلك، ولو بقدر ما يسمح لهواء مكيف صحراوي بالمرور مرور الكرام، وأمن الطرق!
ولكن تاريخ الحفلات الموسيقية الطربية (فيذا)، يبرئ المنظمين من أية مداهنة، ويقطع (الأسلاك) على من يخوِّف المجتمع من مفاسد الاختلاط حتى في معاقل العلم والعمل، من الجامعات إلى الكاشيرات! فلم يحدث أن سُمح للنساء بحضور الحفلات الموسيقية، منذ (برحة القزاز) في الطائف، إلى الجنادرية في الرياض، مرورًا بدورات الخليج لكرة القدم، وليالي (المفتاحة) الفيصلية الخالدة!!
ليس لأن ذلك هو الرأي الذي اختاره واطمأن قلبه إليه؛ بل لأن التسامح (قد) يتقاطع مع (بني علمان) فيفرحوا به! كما صرَّح أحد دكاترة (الصحوة)، يوم (5/ رمضان/ 1435هـ) في برنامج تلفزيوني أشهر من أن يذكر، زاعمًا أن لديه كتابًا مخطوطًا في (400) صفحة، عن مسألة زواج القاصرات، لم ولن ينشره خشية أن يستفيد منه (المخالفون الليبراليون) في تأصيل توجههم شرعيًا!
والتاريخ أيضًا يؤكد أن المشكلة ليست في اعتناق آيديولوجيا متشددة بعينها، ومحاولة نشرها، والدفاع عنها بالحكمة والموعظة الحسنة؛ وإنما في افتئات بعض رموزها على السلطات الرسمية الشرعية، والاستماتة في فرض أجندتهم (الحزبية) على الحكومة قبل الشعب!
وهي الأجندة التي تشرعنها فتاوى تأتي من خارج لجنة الإفتاء، وهيئة كبار العلماء!! نقلا عن مكة