رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

ابتسام لطفي للنساء فقط!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

استنكر بعض المتحمسين من بني (ريبرار) منع النساء من حضور الحفل الموسيقي، الذي أحياه (محمد عبده) ـ فنان العرب السعوديين جميعًا من أيام (النابغة الذبياني) ـ ليلة الخميس الفارطة، وعدُّوا ذلك كيَّةً لم تنجح، بل مداهنة رمادية باهتة من قبل المنظمين، لفلول (بني صحيون)، الذين ما زالوا يحرمون الموسيقى والفرح تحريمًا لا هوادة فيه، ويجرِّمون من يفتح لذلك، ولو بقدر ما يسمح لهواء مكيف صحراوي بالمرور مرور الكرام، وأمن الطرق!
ولكن تاريخ الحفلات الموسيقية الطربية (فيذا)، يبرئ المنظمين من أية مداهنة، ويقطع (الأسلاك) على من يخوِّف المجتمع من مفاسد الاختلاط حتى في معاقل العلم والعمل، من الجامعات إلى الكاشيرات! فلم يحدث أن سُمح للنساء بحضور الحفلات الموسيقية، منذ (برحة القزاز) في الطائف، إلى الجنادرية في الرياض، مرورًا بدورات الخليج لكرة القدم، وليالي (المفتاحة) الفيصلية الخالدة!!

وفي حفلة (محمد عبده) كان متوقعًا ما هو أشرس، في مجتمع ظل (المتوَتِّرون) يكرّسون فيه أن المعازف والغناء (بريد الزنا)؛ وإذا به يكتشف فجأة أنها من المختلف فيه إن لم تكن من الطيبات! وبدل أن يحاسب أولئك (الصحاينة) على كتمانهم العلم الشرعي كل هذه السنين، راح يحارب من أيقظه من سباته العميق! وبدل أن يحمد الله على رحمة الخلاف الفقهي، ثار حميةً للتشدد الذي لا يعرف من الأحكام الشرعية غير التحريم والتجريم! ولا مانع لديه من خوض معارك (ذات الأسلاك) بقيادة امرأة، حتى ولو كان في حفلة نسائية خالصة!!
ليس لأن ذلك هو الرأي الذي اختاره واطمأن قلبه إليه؛ بل لأن التسامح (قد) يتقاطع مع (بني علمان) فيفرحوا به! كما صرَّح أحد دكاترة (الصحوة)، يوم (5/ رمضان/ 1435هـ) في برنامج تلفزيوني أشهر من أن يذكر، زاعمًا أن لديه كتابًا مخطوطًا في (400) صفحة، عن مسألة زواج القاصرات، لم ولن ينشره خشية أن يستفيد منه (المخالفون الليبراليون) في تأصيل توجههم شرعيًا!
والتاريخ أيضًا يؤكد أن المشكلة ليست في اعتناق آيديولوجيا متشددة بعينها، ومحاولة نشرها، والدفاع عنها بالحكمة والموعظة الحسنة؛ وإنما في افتئات بعض رموزها على السلطات الرسمية الشرعية، والاستماتة في فرض أجندتهم (الحزبية) على الحكومة قبل الشعب!
وهي الأجندة التي تشرعنها فتاوى تأتي من خارج لجنة الإفتاء، وهيئة كبار العلماء!! نقلا عن مكة

arrow up